البلوغ المبكر عند الأطفال

أحد أكثر المواضيع التي تشغل تفكير الأم و الأب في مرحلة تطور الطفل هو البلوغ المبكر حيث يدور في أذهانهم العديد من الأسئلة مثل "هل يبدأ البلوغ المبكر عند طفلي؟" "هل يجب علاجه؟". في عيادة طب الغدد الصماء لدى الأطفال في مستشفى ليف ، تبدأ عمليات المراهقة المبكرة التي تتطلب العلاج وتلك التي لا تختلف عن بعضها البعض وتبدأ عملية العلاج المناسبة.


العلاج في الوقت المناسب مهم

يكون هناك مخاوف عند عائلات خاصةً الفتيات من تطور الثدي في وقت مبكر. مصدر هذا القلق هو أمران الأول هو احتمال بدء الدورة الشهرية في وقت مبكر و الثاني التفكير في توقف النمو مع حدوث نزيف الطمث. بدء الدورة الشهرية عند فتاة في عمر أبكر من أقرانها يسبب الضغط النفسي و الضيق الذي يغذي هذا القلق. في الحقيقة فان بدء البلوغ المبكر الحقيقي في عمر صغير جداً يحمل كل هذه المخاطر. في حال لم يتم التشخيص و العلاج في الوقت المناسب فان البلوغ المبكر يؤدي الى اغلاق لوحات النمو في وقت مبكر مما يؤدي الى بقاء الطول قصير في سن البلوغ. لكن لا تحتاج كل حالات بدء أعراض البلوغ المبكر عند الطفل الى العلاج حيث يكون من الأنسب أكثر في بعض الحالات مراقبة سير و تطور البلوغ المبكر في مسارها الطبيعي. لذلك من المهم جداً التفريق بين مراحل البلوغ المبكرة التي تستدعي أو لا تستدعي العلاج كما أنه من الأهم تجنب تطبيق العلاجات الغير لازمة.


يتسارع نمو الطفل في مرحلة المراهقة

الأعضاء التناسلية الداخلية و الخارجية (المبيضين, الرحم, المهبل, القضيب) هي الخصائص الجنسية الأساسية عند الفتيات و الفتيان. تشكل زيادة حجم هذه الأعضاء و وصولها الى أبعاد البلوغ بالاضافة الى التغيرات الجسدية كزيادة الشعر و زيادة حجم الثديين الخصائص الجنسية الثانوية. في مرحلة البلوغ فان اكتساب خصائص الجنس الثانوية و القدرة على الانجاب هي الانتقال من مرحلة الطفولة الى مرحلة البلوغ.  الأعراض الأولى و الأكثر شيوعاً هي زيادة حجم الثدي عند الفتيات و زيادة حجم الخصيتين عند الفتيان. لكن قد لا تلاحظ العائلات زيادة حجم الخصيتين و يكون أول عرض يلفت انتباه العائلة هو الشعر في القسم السفلي من القضيب. أحياياً قد يكون الشعر في المنطقة التناسلية هو أحد أول الأعراض عن البلوغ عند الفتيات. بعد أول عرض بمعدل 2-2.5 عام يبدأ أول نزف للعادة الشهرية عند الفتيات و يبدأ انتاج النطاف عند الفتيان. في هذه المرحلة تزداد سرعة النمو بالتدريج حتى تصل الى نقطة التمام. في السنوات 2-2.5 اللاحقة يتباطأ النمو بالتدريج و يتوقف مع اغلاق لوحات النمو.
 

يختلف بدء البلوغ و سرعة تطوره تبعاً للطفل

يبدأ البلوغ عند الفتيات في متوسط عمر 10-11 عام و عند الفتيان في متوسط عمر 11-12 عام. يتم إتمام النمو و التغيرات الجسدية في فترة 4-6 سنوات و بشكل عام يتوقف الطول عن الزيادة في عمر 15-16 عام عند الفتيات و 17-18 عام عند الفتيان. لكن بدء سن البلوغ و سرعة تطوره تتغير بشكل كبير تبعاً للشخص. من الممكن حدوث انحرافات بمعدل 2-3 سنوات في الأعمار التي تم ذكرها في الأعلى. لهذا السبب يتغير بدء البلوغ عند الفتيات بين أعمار 8-13 عام و عند الفتيان بين أعمار 9-14 عام. يعتبر بدء البلوغ بين هذه الأعمار طبيعي.


لا يعني كل تطور مبكر البلوغ المبكر

البلوغ المبكر يعني بدء خصائص الجنس الثانوي قبل عمر 8 سنوات عند الفتيات و 9 سنوات عند الفتيان. نمو الثديين و زيادة الشعر عند الفتيات قبل سن 8 سنوات و زيادة حجم الخصيتين و زيادة الشعر عند الفتيان قبل سن ال 9 سنوات هو أمر مبكر. لكن لا يعني كل تطور مبكر أنه بلوغ مبكر. ملاحظة بدء أحد أعراض البلوغ و عدم مرافقة الأعراض الأخرى له هو بلوغ جزئي. مثلاً  أكثر مايلاحظ تطور الثدي المبكر عتد الفتيات في عمر يتراوح بين 6 أشهر الى عامين 2. هذه الحالة تتحسن من تلقاء نفسها دون أي مداخلة عند معظم الفتيات لكنها قد تتطور الى البلوغ المبكر عند البعض منهن. المتابعة المستمرة مهمة جداً في مثل هذه الحالات. مجدداً فان زيادة الشعر في المنطقة التناسلية في الأعمار التي تترواح بين 5-8 سنوات و عدم مرافقة أي عرض أخر لها هي ليست من أعراض البلوغ المبكر في معظم الأحيان. يرافق هذه الحالة الناتجة عن الهرمون الذي يتم افرازه من الغدد الكظرية فوق الكلى تغير في رائحة العرق. لكن قد يكون هناك فرط في زيادة الشعر في بعض الحالات. يجب متابعة عمليات البلوغ عند الأطفال الذين يكون عندهم فرط في زيادة الشعر. معظمها قد لا تكون مشكلة تستدعي ايقاف البلوغ. لكن قد تعاني الفتيات من مشكلة الافراط في الشعر الزائد و عدم الانتظام في الدورة الشهرية في السنوات اللاحقة.


تجعل البدانة عند الأطفال البلوغ المبكر

في الوقت الحالي فان مشكلة السمنة المتعلقة بالتغذية المفرطة تظهر كمشكلة تؤدي الى حدوث البلوغ المبكر عند كل من الفتيات و الفتيان. يُلاحظ الانتشار الشائع لمشكلة البلوغ المبكر بالتوازي مع انتشار السمنة بالتدريج. البلوغ المبكر هو ظهور و بدء الأعراض قبل بلوغ أعمار 8 سنوات عند الفتيات و 9 سنوات عند الفتيان. مصطلح مبكر قليلاً هو مصطلح لمرحلة العمر العادية لكنه يستخدم للتعريف بالبلوغ الذي بدأ مبكراً. تُقبل حالات بدء المراهقة عند الفتيات في عمر 8-9 سنوات و الفتيان في عمر 9-10,5 سنة على أنه بلوغ مبكر. حالة البلوغ المبكر قليلاً هي حالة بطيئة المسار و قد تظهر بشكل مستقل عن السمنة. في هذه الحالة لا يكون هناك تقدم في الزيادة في الطول و في عمر العظام. قد يكون طول و عمر العظام عند الأطفال السمينين متقدم. لا تؤثر علاجات ايقاف البلوغ على طول البلوغ بشكل ايجابي عند الأطفال الذين يحدث عندهم البلوغ المبكر قليلاً سواءً كانوا بوزن زائد أو بوزن عادي. النهج الأكثر ملائمة هو متابعة التطور و السير الطبيعي للمراهقة. من جانب أخر و بغض النظر عن حالة التغذية فقد لوحظت العديد من حالات البلوغ المبكر الحقيقي التي تستدعي العلاج و التي تظهر عند الأطفال في عمر قبل ال 7 سنوات. يظهر سير و تطور البلوغ السريع عند هؤلاء الأطفال و يتطور عمر العظام بشكل سريع و اذا لم تتم المداخلة قد يبقى طول البلوغ قصيراً.


لا تستسلم للقلق على الفور

لا يجب على الأمهات و الأباء الذين يلاحظون أعراض البلوغ المبكر عند أطفالهم أن يستسلموا للقلق على الفور. يجب على الوالدين أن يعلموا أنه قد يحدث بعض تطورات البلوغ عند الأطفال نتيجة حالة التغذية و البنية الوراثية و أنه ليس من الضروري دائماً ايقاف البلوغ من خلال تطبيق العلاج الهرموني. من أجل الحصول على دعم حول ما إذا كانت هناك مشكلة تتطلب تدخلاً فيما يتعلق بالمراهقة ، يجب على العائلات تقديم طلب إلى أخصائيي الغدد الصماء لدى الأطفال.
 
 
 
 

اسأل الخبير / مكالمات الفيديو والخدمات الصحية في منزلك